انتقل عبد الناصر إلى الرفيق الأعلى منذ أكثر من أثنين وأربعين عاماً . ولكن وحتى الأن ما زال عبد الناصر يمثل للأخوان المسلمين العدو الذى يقلق مضجعهم ويطير النوم من أجفانهم .
مع العلم أن عبدالناصر كان يوماً أحد أعضاء الجماعة الذى أقسم يمين الولاء على المصحف والسيف للمرشد مع بعض أعضاء تنظيم الضباط الأحرار الذى قام بثورة 23 يوليو 1952 .
مما جعل الجماعة تتصور وتتوهم أنها صاحبت الثورة ولها حق الوصاية عليها . فأخذ حسن الهضيبى يملى على عبد الناصر أوامره لتتحول الثورة الى ثورة أخوانية ومصر الى دولة الخلافة حسب المقاس الأخوانى .
فى الوقت الذى حاول فيه عبد الناصر بكل السبل أن يحافظ على علاقة الثورة بالأخوان حتى أنه قد قام بألغاء الاحزاب السياسية جميعها عدا جماعة الاخوان .
ولكن سياسة الأقصاء وعقيدة الأستحواذ التى كانت وما زالت ينتهجها الأخوان جعلتهم ينقلبون على عبد الناصر والثورة لأن الضباط الأحرار كانوا قد أقسموا على يمين الولاء للثورة ولمصر وللمصريين بعيداً عن أى انتماء حزبى لهم سواء كان للأخوان أو لغيرهم .
ومنذ ذلك الحين وتقوم الجماعة بأرضاع أعضاءها وتابعيها حليب الكراهيه المطلق وتشوية صورة عبدالناصر بالباطل وبالباطل . ولذا فلا غرابة أن يتقول مرسى على عبد الناصر والستينات فى أول خطاب جماهيرى له فى ميدان التحرير عندما قال الستينات وما أدراك بالستينات .
مدعياً أن النضال السياسى لم يكن ولم يبدأ بغير جماعة الأخوان . ولأن عقدة عبد الناصر قد تحولت الى مرض عضال تفشى وسط الجماعة ولا أمل فى الشفاء منه لذا فقد وجدنا أخيراً محمود غزلان المتحدث بأسم الجماعة يقول (أزمة عبدالناصر مع الجماعة تتلخص في أنه كان يكره الدين وكل من يطالب بحكم الشريعة ) .
وهنا نرى ان السيد غزلان يحاول أن يربط بين الدين والجماعة وكأن الجماعة هي الدين وهى من يحافظ عليه ومن يحبة ولكن عبد الناصر هو من يكره الدين . ولذا فالأزمة فى رأى غزلان هى كراهية عبد الناصر للدين . ولأن الجماعة هى من يطالب بحكم الشريعة فعبدالناصر يكره الشريعة أيضاُ . وكأن هذه هى الأزمة بين عبدالناصر وبين الجماعة.
وهنا لا نعلم كيف كشف غزلان وجماعته عن عدم حب عبد الناصر للدين ؟ فمن لا يحب الدين فهو بالطبع كافر بهذا الدين .
فهل شققت عن قلب عبد الناصر وعرفت كراهيته للدين يا غزلان؟ ومن ذا الذى وضعك فى هذا الوضع الذى يتجاوز البشر والذى يمكنك أن تشق عن قلب مؤمن يعلن أنه مسلم ؟ وهل من أسس أذاعة القرأن الكريم وأنشاء مدينة البعوث الأسلامية حتى يتيح للمسلمين من أرجاء الأرض التعلم فى الأزهر وعلى حساب مصر يكره الدين ؟ وهل من أطلق الأزهر الشريف من رقاده الطويل ليملأ الدنيا وسطية يكره الدين ؟ وهل من أهتم بالفقراء والعمال والفلاحين ومن أنحاز للشعب المعدم المقهور يكره الدين؟ وهل من قدم للشعب التعليم والعلاج المجانى ومن وفر لهم فرص العمل والسكن الملائم حتى يبدأوأ حياتهم كأدميين يكره الدين ؟ وهل من فك أسر الوطن من التبعية السياسية والأقتصادية من المستعمر يكره الدين ؟ وهل من أهتم بالوطن والمواطن وقام بأعظم خطط تنمية وأنشاء الأف المصانع يكره الدين ؟ وهل من تصدى للأستعمار وقام ببناء السد العالى مشروع القرن العشرين من أجل بناء مصر التقدم يكره الدين ؟ فالتعلم الجماعة أن اللعب بورقة الدين وتوزيع الأيمان والكفر تأجيجاً للعاطفة الدينية لدى المصريين هي ورقة خاسرة ولم تجدى فى التصدى للحب الجارف والغير مسبوق والذى تحدى الزمن وحتى الأن لعبد الناصر الذى ما زالت صورة ترفع فى كل المناسبات الشعبية والجماهيرية على أمتداد الوطن العربى رمزاً للأستقلال والتحرر والعدالة الأجتماعية .
فاذا كانت مشكلة الأخوان فى شخص عبد الناصر فعبدالناصر لم يعد موجوداً . ولكن اذا كانت مشكلتهم فى فكره ومنهجه وتراثه ومواقفه وحب الجماهير التى لم تشاهده ولم تعش عصره فهذا يجعلهم يتمثلون هذا الفكر ويحافظون على هذا التراث حتى يكسبوا حب الجماهير المتعطشة للعدالة الأجتماعية . أما اذا كانوا يرفضون ذلك المنهج وهذا التراث فحينئذ مبروك عليهم صداقتهم للأمريكان وللصهاينة فجميعهم يربطهم الكرهية لعبد الناصر ولفكره .
فعبدالناصر هو من وحد المصريون فى مواجهة من يريد النيل منهم . فماذا يريد الأخوان بعد فشلهم فى أدارة الدولة منذ أكثر من ستة شهور ؟ وما علاقة عبد الناصر بهذا الفشل ؟ فعلى الجماعة أن تؤمن أن نجاحها مرتبط بمنهج عبدالناصر الذى يؤمن أن مصر لأبد أن تكون دائماً وابدأ لكل المصريين وليس لفصيل واحد .
كتب : الاستاذ جمال أسعد
بقلم
ثورة الغضب المصرية ضد الجماعة المحظورة عودة مصر واسقاط تجار الدين الجبهة الشعبية لانقاذ مصر
اشترك عبر القائمه البريديه ليصلك كل جديد!
المشاركات
.jpg)
