مصر حرة ثورة الغضب المصرية ضد الاخوان المسلمين: اهربوا: المسلمون قادمون

Invite your friends

اهربوا: المسلمون قادمون

محمد جمول:
حين قامت هند بنت عتبة بنبش قلب حمزة بن عبد المطلب من صدره ثم مضغته لم تكن تلك المرأة الموتورة تعيش في القرن الواحد والعشرين، ولم تكن مزودة بفتاوى صادرة عمن يمثلون إلها واحدا يقول عن ذاته إنه" الرحمن الرحيم"، ولم تقم بعملها هذا مدعومة بصنم قرشي يقول إنه أُرسل رسولا ليكون رحمة للعالمين. كانت هند مجرد امرأة من قبيلة نصِفها بأنها "جاهلية" تعبد أصناما لا تضر ولا تنفع.
كان يمكن لذاك الحدث أن يبقى حدثا فريدا ومفردا تتناقله الأجيال باعتباره حالة وحشية لم تشرعنها آلهة تلك الأيام، ولم تقترن ب"التكبير" الذي نسمعه هذه الأيام قبل أي ممارسة من هذا النوع الذي صار مألوفا على أيدي "الثوار" السوريين الذين اقترنت سمعتهم بالرعب إلى درجة أن واحدا من أشهر معدي البرامج التلفزيونية الأمريكية ( غلين بيك) يكاد يصرخ قبل عرض فيديو أبو صقار وهو يأكل قلب جندي سوري: أبعدوا الأطفال والنساء وضعاف القلوب من غرفة التلفاز لهول ما سترونه من هذا" الثائر السوري." وهو على وشك أن يقول أيضا: " اهربوا. المسلمون قادمون."
الخطورة أن ما قدمه" الثائر" السوري أبو صقار يأتي في سياق ممارسة يومية من هذا النوع مقترنة بشعار الإسلام الأول، أي " الله أكبر" الذي يشكل العبارة الأولى المرتبطة بكل صلاة، وبالتالي يمثل لب عقيدة المسلم الذي تحول، في نظر العالم، إلى مجرد مجاهد يحترف القتل بحزامه الناسف وسيارته المفخخة وساطوره المخيف.
ومن يستعرض الجغرافية العالمية لا يجد صعوبة في تأييد وجهة النظر هذه. ففي كل بلدان العالم هناك تنوع ديني وعرقي، ولكن هناك أيضا قدرة على التعايش بسلام وأمان بناء على احترام وجود الآخر وعقيدته. فقط في البلدان الإسلامية، لايتسع المكان إلا لهذا النوع من المسلم وحده. وهو الذي يستحق الحياة وحرية الاعتقاد، وعلى الآخرين أن يرضخوا لمشيئته وإلا فإن الموت سيكون نصيبهم حتما بناء على الإيمان المطلق بصحة مقولة" أسلم تسلم."
حين تشاهد رجل دين من أي ديانة أخرى تتبادر إلى ذهنك صورة رجل يحمل روح تجارب التاريخ بما فيها من حكمة وتسامح ومحبة بين البشر. فقط رجل الدين المسلم هو الذي يجعلك ،حين تراه، تتوجس خيفة من أن يكون حاملا تحت ردائه ساطورا أو حزاما ناسفا أو فتوى بقتلك. فهل اللوم في ذلك على من يخاف أم على من يخيف؟
يجتمع علماء العالم عادة لمناقشة قضية إنسانية أو علمية أو لمناقشة اكتشاف يخدم البشرية. قبل أيام اجتمع "اتحاد علماء" المسلمين في القاهرة ليجدد فتاوى القتل والذبح وتقطيع الجثث البشرية في سوريا. فهل هناك ديانة في العالم الحديث يجتمع ممثلوها لشرعنة قتل الأطفال والنساء في أي مكان في العالم؟ وهل هناك دين في العالم يقبل أن يكون رئيس اتحاد " علمائه" مهووسا بفتاوى القتل والتدمير إلى درجة أنه يطالب الحكومة الأمريكية بالوقوف وقفة لوجه الله يقصد منها تدمير الشعب السوري كما تم تدمير الشعبين العراقي والليبي، وقبلهما شعوب كثيرة مثل فييتنام واليابان؟ ألا يعترف القرضاوي بذلك صراحة أنه يشترك مع الإمبريالية الأمريكية بعبادة إله واحد، وهو الدولار؟ مثل هذا الاجتماع يكون مقبولا من وزراء الدفاع أو الداخلية أو رؤساء الأجهزة الأمنية، لكنه مستغرب من رجال الدين.
هل انتصرت نسخة إسلام البترودولار الوهابية على نسخة الإسلام المعتدل القادر على التعايش مع الآخر كما كان الحال في سوريا وغيرها منذ مئات السنين حين كانت ثقافة المواطن العادي تقول:" الدين لله والوطن للجميع"؟ إن اغتيال الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي وعشرات المشائخ من دعاة التسامح وقبول الآخر في سوريا على أيدي نسخة "الثوار" السوريين يعني إخلاء الساحة الدينية لأمثال شيوخ من نوع عدنان العرعور ويوسف القرضاوي وأحمد الأسير الذين يدعون لقتل كل من يخالفهم في المعتقد والرأي. وهو ما يعني أن عشرات المليارات التي أنفقتها الدول الخليجية في مرحلة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي لنشر الفكر الوهابي قد أثمرت. فما من بلد إسلامي إلا ويشهد حربا أو يستعد لخوض حرب. فمتى سيستعيد المسلمون إسلامهم الصحيح؟ ومتى يعود المسلم آمنا بريئا من تهمة الإرهاب في كل مطارات العالم ومنافذه الحدودية؟
ثورة الغضب المصرية ضد الجماعة المحظورة
author

بقلم

ثورة الغضب المصرية ضد الجماعة المحظورة عودة مصر واسقاط تجار الدين الجبهة الشعبية لانقاذ مصر

اشترك عبر القائمه البريديه ليصلك كل جديد!

0 التعليقات

ضع تعليق

Copyright 2010 ضد الاخوان اخر خبر والاخبار العاجلة Designed by ثورة الغضب المصرية