مصر حرة ثورة الغضب المصرية ضد الاخوان المسلمين: الدولة الدينية بين الشيعة والأخوان في مصر

Invite your friends

الدولة الدينية بين الشيعة والأخوان في مصر

أحمد لاشين : 
بداية ليس لنا الحق في تقييم التجارب الدينية أو العقائدية التي يمر بها أفراد أو جماعات،فكل حر فيما يعتقد أو يقتنع،بإخلاص حقيقي أو بدون هذه قضيتهم،المهم ألا يمس هذا سلام المجتمع المصري أو يزيده حيرة وبلبلة،وألا نُلبس المصالح الشخصية رداء الدين أو المواطنة أو حتى الحرية،فمن حق الجميع أن يسعى لإتمام صفقاته على اختلاف توجهها،ولكن ليس على حساب وطن عانى وما زال يعاني من حركات المد الديني والسياسي فتزداد إنقساماته أكثر مما هي عليه بالفعل .

سؤالي الذي طرحته في البداية لا يحمل اتهام مباشر أو إدانة لأحد،ولكنه مجرد تساؤل للنقاش،رأيت أن أشاركم فيه بشكل مباشر،حول ظاهرة تستدعي الاهتمام ،ففي السنوات الأخيرة،خرج علينا من أسموا أنفسهم أحياناً بإسم زعماء الشيعة في مصر،أو المتحدثين بأسماءهم،ليعلنوا لنا أن المذهب الشيعي هو المذهب الحق والواجب الإتباع،وأنه مذهب يكتسب شرعيته من تأييد آل البيت وحبهم واتباع طريقهم،بل ويزايدون على ذلك بأن مصر ذات أصول شيعية منذ عدة قرون،والأصل في المجتمع المصري هو التشيع،والدليل على ذلك أن الأزهر الشريف قد أنشئ في عهد الدولة الفاطمية لنشر وتدريس التشيع في مصر والعالم الإسلامي أنذاك،ولن ننكر تلك الحقائق التاريخية،ولكن مع خلاف بسيط،أن المذهب الشيعي في عهد الدولة الفاطمية لم يكن أثنا عشرياً،وإنما المذهب الإسماعيلي أو السبعي،وليس الإثناعشري كما يعتنق الشيعية الحاليين،وبين المذهبين فروقاً واختلافات عديدة،لا مجال لذكرها الأن،خاصة وأن كل ماتبقى من التشيع الفاطمي في مصر لا يتعدى القاهرة الفاطمية وبعض الترسبات في المعتقدات الشعبية المصرية،والتي لا تؤهل المذهب أن يكون أصل الاعتقاد الديني المصري كما يروجون.
ما أردت الإشارة إليه أن المتحدثين بإسم الشيعة في مصر دائماً ما يحاولون خلط الأوراق ولا أدري لصالح من،فهناك ما هو أشد خطورة وحيرة،فأغلب هؤلاء المتشعيين أو كما يُسموا في المذهب المستبصرين،وهو لفظ يُطلق على الداخل الجديد في التشيع،أي اللذين استبصروا الحقيقة بعد الضلال،كانوا من أصول أخوانية،أي منتمين لجماعة الأخوان المسلمين بشكل أو بأخر،وهذا ما قد يثير العديد من التساؤلات ،والغريب أيضاً أن الهداية للمذهب الشيعي لم تأتهم إلا بعد مرحلة الثورة الإيرانية،أي في الثمانينيات من القرن الماضي،فالثورة استقرت منذ عام 1979، والمتابع لتاريخ تشيعهم يستطيع الربط بسهولة بين الجانبين على مستوى التتابع الزمني على الأقل!!!.
ولا يغيب أن أحد التضامن الواضح الذي أبداه الأخوان بشتى فصائلهم للثورة الإيرانية في بدايتها وللأن،والوفود المتبادلة بين كلا الفريقين،والدعم الذي تمثلة إيران للعديد من الحركات الإسلامية،بداية بفتح في بداياتها العسكرية،لحزب الله،وكذلك للأخوان المسلمين المتمثلة في حماس التي تعتبر الفيصل العسكري الأخواني بعد مرحلة التصالح الأمني في الداخل المصري،فحلم الدولة الدينية هو الوحد لكل التوجهات رغم الخلافات والاختلافات المذهبية.فالمصالح الخاصة الموحدة تحت راية المطامع الدينية هي المحرك.
ودعنا نستعرض أهم الأسماء اللتي تدعي التشيع في مصر،أولهم وأكثرهم إنتشاراً ( الدكتور أحمد راسم النفيس) النفيس قد أعلن في معظم تصريحاته وحوراته أنه كان منتمي لجماعة الاخوان المسلمين،بل مارس تجنيد الشباب لصالح الاخوان لسنوات طوال،والأكثر من ذلك أنه قد تم اعتقاله في سنة 1981 بعد أزمة اغتيال الرئيس السابق محمد أنور السادات،أي أنه أخواني حتى النخاع،وكان عمره في تلك الأونة قد تجاوز الثلاثين عاماً إذا علمنا أن ميلاده كان في 1952، وأنه إنتمى لجماعة الأخوان طوال تسع سنوات أي منذ مرحلة العشرينات من عمره،فمن المؤكد انه قد تشرب الفكر والعقيدة الأخوانية للنخاع،ثم قرر الدكتور وفجأة أن يتحول إلى المذهب الشيعي،مبرراً ذلك بسببين أولهما،أنه أكتشف زيف الجماعة الأخوانية،وأنهم ليسوا إلا إمتداد طبيعي للوهابين في السعودية،بل أنه كما صرح أن الدعم الاخواني له مصادره الوهابية على المستوى المادي،فقرر الخروج عليهم،وبالطبع هو حر،ولكن لماذا أختار التشيع كبديل للإنتماء الديني،أواجب عليه أن يكون منتمي لأي شئ والسلام!!!،لا أدري.ولكنه أختار التشيع وبرر ذلك بإنبهاره بالنموذج الإيراني الذي سلب لب العالم في ذلك الوقت،فقرأ في التشيع،ولم يحدد التشيع بشكل عام ،أم الإيراني تحديداً،فكتب التشيع متاحة قبل الثورة وبعدها،ووجد أن الأصح هو المذهب الشيعي الذي تمكن معتنقيه من تأسيس دولة بهذا الحجم في إيران.ويظل التساؤل عن كنه هذا التحول،فهل هو تحول مذهبي ديني خالص؟؟وهل رجل تربى في كنف الفكر السياسي الديني في جماعة الأخوان من الممكن أن يفصل الدين عن السياسة،وعن دولة الدين أياً كانت شيعية إيرانية أم سنية أخوانية؟؟؟أشك.
ودعنا من النفيس،فليس هو النموذج الأول ولا الأخير،فهناك متشيع أخر كان قد ملأ الدنيا كتابة و مؤلفات،حول أحقية اتباع المذهب الشيعي!!،وهو (صالح الورداني)،هذا الرجل كان هو كذلك من فلول الأخوان المسلمين،وإنتمى جدياً لجماعة الجهاد،ومن ضمن المعتقلين كذلك في نفس الفترة التي تلت الإغتيال،ومر بنفس المرحلة بعد الثورة الإيرانية،فإنبهر بها ثم كالعادة قرأ في التشيع ثم تشيع،وبدأ يصدر لنا أفكاره الخاصة عن المذهب الشيعي ، وقدرته الحركية في تأسيس الدول،وعمق فلسفته،ولكن المفاجأة تأتي في عام 2005 حين أعلن أن قد كفر بالتشيع،ويدعوا إلى إسلام بلا مذاهب،كان مبرره في هذا عجيباً،فقد صرح أن أموال المرجعيات الشيعية ـ فلكل شيعي مرجع له يلتزم برأيه وفتواه ويعطه الخمس من أموال الزكاة ـ خاصة أموال الخمس التي يتحصل عليها أولئك المراجع لا تصرف بشكل صحيح لخدمة آل البيت ومتبعيهم،بل تُصرف لصالح الإختراق الإيراني الشيعي للعالم العربي،ومتورط في ذلك شيعة الخليج ولبنان،هذا ما صرح به،لذا قرر أن يترك التشيع لفساد أهله ورموزه.الغريب أنه قد أكتشف هذا الفساد بعد عشرين عاماً من التشيع أي منذ عام 1985.مما أثار حفيظة بقية الشيعة العرب والمصريين عليه،وعلى رأسهم النفيس الذي أعتبر تصريحات الورداني تدينه هو،وأنه لايسعى إلا لمصالحه الشخصية،فما علاقة فساد بعض المراجع الشيعية بتركه التشيع ككل!!.وحقيقة لا أعلم هل الورداني وحده من كان يسعى إلى مصالحه الشخصية.؟؟؟.
فالتحولات الأخوانية الشيعية قد تشربت بمفهوم المصلحة الذاتية منذ البداية،ولكن الأخطر عندما ينال هذا التحول العجيب برجل من رموز القضاء المصري،وهو (المستشار الدمرداش العقالي)،فالمستشار الدمرداش من المشار إليهم في مجال التحول الشيعي في مصر،و مسيرته قد جمعت بين العديد من المتناقضات على المستوى الفكري والعقائدي،فقد عمل الدمرداش في السلك القضائي المصري إلا أن وصل لمستشار ورئيس محكمة الإستئناف،بل أنه أصبح من ضمن المستشارين القانونيين لرئاسة الجمهورية، و كان عضواً في مجلس الشعب ،ثم مستشاراً قانونياً بعد ذلك للملك فهد في السعودية، ،والجدير بالذكر أنه كان من ضمن جماعة الأخوان ،ومن تربى على يد حسن البنا،.أي أنه رجل ذو جذور أخوانية ويعتبر سند قانوني وفقهي.ومن المؤكد أنه قد اطلع على التشيع في جذوره الفقهية في مراحل حياته المختلفه،ولكنه لم يعلن تشيعه الحقيقي إلا مؤخراً وبعد الثورة الإيرانية كذلك.و صرح أن أسباب تحوله للتشيع كانت منذ بداية عمله في القضاء،حينما قارن بين فقه الطلاق عند السنة في مذاهبهم،وعند الإمام جعفر الصادق في الفقه الجعفري الإمامي،وذلك بعد قضية طلاق عرضت له أثناء عمله في الصعيد،وأن من هداه إلى قراءة الفقه الجعفري كان الشيخ (محمد أبو زهرة)،والعجيب أن قصة المستشار العقالي تحوي داخلها تناقضها،فكيف وصل إلى مرحلة القضاء ولم يكن عالماً بالفقه الجعفري؟؟ ،ولكن الأشد تناقضاً،أنه لم يعلن تشيعه النهائي إلا بعد عودته من السعودية،أي بعد ما يزيد عن عشرين عاماً من هذه الواقعه،وكما يؤكد أن مرحلة سفره تلك كانت هي السبب الثاني في تشيعه،حيث أتيحت له في هذه الفترة قراءة معظم كتب التشيع التي كان مسؤولاً عن إجازتها من عدمها في السعودية،وكذلك كتب السنة،فأكتشف!!!مدى تناقض المذاهب السنية أمام إتساق التشيع وتماسكه حسب زعمه،وكأن كل هذه الكتب لم تكن متوفره في مصر!!،فسيادة المستشار قد مر بمرحلة القضاء المصري ووصل لأعلى المراتب الممكنة،متزامناً ذلك مع انتماءه للأخوان المسلمين،ثم تلى ذلك قمة الإستفادة من السفر للخليج والعمل خارج البلاد وهي المرحلة التي كان من المستحيل أن يعلن تشيعه فيها،والأن يُعد من أهم المتشيعين وأكثر دعاتهم نشاطاً من خلال مؤتمراته وندواته في البحرين والكويت وإيران،وبالتأكيد مصر.
وأعيد فأكرر،شخصياً لست ضد التنوع المذهبي أو الديني،فالحق فيما يراه كل فرد أنه الحق،ولكني ضد وبشكل مباشر أن تكون التحولات الشيعية تلك استكمالاً لفكرة الدولة الدينية التي فشل الأخوان في تأسيسها منذ تأسيس جماعتهم عام 1928،وإلى الأن،ونجح آيات الله في تكوينها في إيران،فشخصيات تربت في كنف حلم الأخوان من الصعب أن يتخلصوا من هذا الحلم مهما تبدلت أشكال قناعتهم المذهبية والدينية.خاصة وأن للمشروع الشيعي من يدعمه بشكل حقيقي وملموس داخل إيران وخارجها مما يعود بمصالح خاصة لكل من يدخل هذه الشبكة الأخطبوطية،وقى الله مجتمعنا شر الفتن والإنقسام.
أحمد لاشين
ahmedlashin@hotmail.co.uk
ثورة الغضب المصرية ضد الجماعة المحظورة
author

بقلم

ثورة الغضب المصرية ضد الجماعة المحظورة عودة مصر واسقاط تجار الدين الجبهة الشعبية لانقاذ مصر

اشترك عبر القائمه البريديه ليصلك كل جديد!

0 التعليقات

ضع تعليق

Copyright 2010 ضد الاخوان اخر خبر والاخبار العاجلة Designed by ثورة الغضب المصرية